بقلم / أبوالحسن علي الهاجري
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصتي هذه الليلة اسميتها عصابة السرطان, فصول هذه القصة بدات قبل مايقارب من 16 عاما , كان هناك أخ من طلاب العلم الحفظة للكتاب والسنة,,
وكان هذا الأخ يأتي للحي الذي اسكن فيه من دولة مجاورة كان قد تزوج بأخت لأحد الجيران,وكان بعض المرات يلقي مواعظ في المسجد المجاور وبأسلوب مؤثر,,
اختفى هذا الأخ لفترة طويلة ثم ظهر وبشكل مختلف تماما عما عهدته عليه,,,
تفاجأت عندما رأيته ودعوت الله له في ظهر الغيب أن يرده لما كان عليه من التدين, وان يثبت قلبي وقلبه على الدين,, رأيته يدخن وهو
يقود سيارته وعندما نزل اذا به مسبل وكأنه حلق لحيته أو خففها جدا , المهم أن الشكل تغير تماما..
ويوم من الأيام وبعد أكثر من عدة شهور جائني ذلك الجار الذي هو زوج لأخته وأخبرني أن هناك أمر مهم يخص زوج أخته,فجلست معه لأستمع الى شكواه..
قال لي: زوج اختي يشكو من تقلبات في المزاج وأشرت عليه أن يأتيك فلعله مريض بالعين أو بمرض أثر على سلوكه ,,
–
أعطيته الموعد وجاء ذلك الأخ ورحبت به وادخلته عندي في مكان خصصته للرقية , فجلس وسألته عن حاله وكيف بدأت هذه التغيرات ونصحته بالصراحة والصدق لكي أستطيع مساعدته ,
بدأ حديثه بقوله كنت حريصا على الطاعة وعلى الحلقات القرآنية والعلمية وبدأ عندي ضيق شديد خاصة اذا أتيت للمسجد المجاور لبيتي,
ثم أخذت اصلي بعيدا عن مسجدي لأجد راحة اكثر وأقل ضيقة من الصلاة في مسجدنا!
ثم تركت بعض الدروس وكنت في تلك الأيام اتألم من وجع في بطني لا أعلم سببه ,
ونصحني بعض الأخوة بالرقية فكان يرقيني بعض اخوتي لكن لم تتحسن حالتي ,
ثم بدأت ابتعد عن الجلساء الصالحين وأنشغل كثيرا بزملاء العمل وكانو على معاصي كثيرة كنت انكرها عليهم في أيام مضت فأصبحت اخالطهم عليها.
توقف قليلا ثم قال,,
لا أعلم كيف استمر معك بحديثي لكنني اشعر بارتياح وبودي أن اكمل كل قصتي ان أحببت..
قلت تفضل,,
قال ولكن الكلام الذي سأخبرك عنه لايعلمه أحد غيري..
قلت ولن أخبر به أحد,,
قال,, اكتشفت طبيا أني اعاني من مرض سرطاني في بطني ولا يوجد علاج في بلدي فأخذت للأسف من المال الذي كنت مؤتمن عليه لوقف أبي رحمه الله وسافرت للعلاج بدون ان اخبر احد من اهلي لكي لا أزعجهم ,
تم بتر الورم ولا زلت مستمرا على العلاج ,,
( وفجأة توقف وكأنه لايريد ان يستمر في الحديث) ,
ثم قال اقرأ علي بارك الله فيك..
لمست من حديثه أن هناك أمر يخفيه وعلمت أني لن أستطيع أن استخرجه الآن منه لكن في ماذكر لي يكفي لأن ابدأ بالرقية وفي يقيني أنه مصاب بمرض يحتاج للرقية وبشدة..
فبدأت وفي خلال ماكنت أقرأ عليه أخذ يستفرغ ويبكي ويتألم حتى أني رحمته وعلمت أنه لن يستطيع التحمل الان وعلي أن اتوقف ,,
فتوقفت ,,
وأحضرت له كأسا من الماء وبعد ان شرب الماء وبدأ يرتاح قلت له الان اكمل قصتك فاني اشعر ان هناك ماتخفيه عني وقد يكون مهما لحل مشكلتك.
فابتسم وقال نعم ولكن لا تنس ان الامر خاص جداً ولا اريد ان يطلع عليه احد غيري
قلت ابشر
بدا بإكمال قصته بقوله عندما دخلت المستشفى وعملت العملية دخلت امرأة بالخطأ لغرفتي ومعها ورد وحلوى فاعتذرت لي بعد دخولها بأنها أخطأت الغرفة ثم خرجت لكنها ما لبثت بعد دقائق الا ورجعت تبتسم وتقول للأسف من كنت أزورهم خرجوا فهل تأذن لي بوضع الورد هنا!
فلم أمانع فجلست لترتاح ثم سألتني لماذا لا أرى مرافق معك أو احد يزورك وأنت بمثل هذه الحالة!
فأجبتها باني لم اخبر احد عن دخولي للمستشفى ,فاعتذرت بأسلوب مؤدب عن هذا السؤال ثم استأذنت للخروج وودعت بكلمات طيبة وقالت لعلك تأذن لي بزيارتك لإكسب الأجر فسكت وخرجت.
حقيقة أني في البداية كرهت جلوسها لكن في خلوتي تمنيت زيارتها مرة اخرى , لا اعلم لماذا لكن هذا ما حصل,,
وفي اليوم التالي اتت وهي تبتسم ومعها حلوى فشعرت بسعادة عندما رايتها وتناسيت أني رجل غريب امام امرأة غريبة واني متزوج وعندي أبناء وبنات ,
نسيت كل هذا ولم اعد أتذكر الا خيالها فلقد كانت جميلة جداً ومؤدبة
كانت تساعدني عند المشي بعد العملية وتسأل الممرضات والطبيب عني وتذكرني بتوجيهات الطبيب وتجلس معي في حديقة المستشفى كل تلك الايام التي قضيتها بعد العملية
وجاء يوم الجمعة وسألني طبيبي هل يمكنني ان أصحبه لصلاة الجمعة في الجامع القريب فذهبت معه ودخلنا الجامع وجلسنا نقرا القران وننتظر خطبة الجمعة وتأخر امام الجامع وجلس الناس يتساءلون عن البديل وكل يتأخر عن التقدم للخطابة فقمت وركبت المنبر وسلمت وأمرت المؤذن بان يؤذن وبدأت بالخطبة وكانت خطبة عن التوحيد طالما ألقيتها مرارا في ما مضى من ايام حين ما كنت اهتم بالدعوة الى الله وبعد الصلاة اقترب مني شيخ فاضل عرفته من محياه بانه الشيخ فلان من طلاب الشيخ الألباني رحمه الله فبعدما سلم قال لقد سمعت خطبتك الجميلة خارج المسجد وأعجبتني جداً وعندما دخلت استغربت من هيئتك هذه ولا أظنك الا رجلا مسحورا ثم ذهب عني !!
تلك الكلمات نزلت علي كالصاعقة وتحركت بداخلي أمورا كانت شبه ميته فاستنكرت على نفسي واستغفرت الله وتبت وعزمت ان لا أعود لتلك المرأة واستأجرت شقة خارج المستشفى وأغلقت جوالي عنها ولكني تفاجات بعد ايام عند زيارتي للطبيب انها في انتظاري وخارت عندها عواطفي واعتذرت باني لا اريد ان أشغلها معي ويكفيها ازعاجي لها في ما مضى فأخذت تبكي ورمت نفسها علي ولم اعي بنفسي الا وانا ,,
ثم توقف وانزل راسه ونظر بعينيه الى الارض وسكت قليلا ثم قال لقد كانت مطلقة ووحيدة وأخذتنئ لشقتها تريدني ان اعرف عنوانها ولكني للأسف لم اعرف ماذا حصل بعد دخولي لتلك الشقة *ولا تسألني ومن تلك اللحظة عزمت على الزواج بها*
بعد ايام من تلك الحادثة سافرت الى بلدي بعد ان ودعتها فنقودي بدات تنفذ وكنت على امل ان ارجع اليها والزواج بها والى مراجعة الطبيب لإتمام العلاج بالمستشفى لأخذ الجرعات اللازمة بعد العملية.
بعد رجوعي لبلدي وانشغالي باولادي وبيتي وعملي جاء في نفسي ان أنساها ولكنها اتصلت لتطلب بعض المال تستدينه لوجود أزمة مالية حلت بها وقالت اذا كنت تستطيع والا فلا يقلقك طلبي ولكن الامر بسيط فحولت لها المبلغ واتصلت لإخبارها واستمرت المكالمات معها ,,
بدأ أهلي في الشك ببعض تصرفاتي وبدأوا يتابعون اتصالاتي فتوقفت وعزمت ان ان انهي الموضوع واتفرغ لمعالجة نفسي والاهتمام بأهلي مع وجود رغبة شديدة ملحة للتواصل معها,
جاء موعد السفر لأخذ الجرعة الثالثة ولم اخبرها باني ساكون بالمستشفى في ذلك الوقت وفوجئت حقيقة بدخولها علي في الغرفة ,,
ثم رجعت علاقتي الحميمة معها وانا اشعر بالذنب لكن هناك مايدفعني وبشدة للاستمرار معها
والآن أنا رجعت ولا زلت أتواصل معها وارسل لها ما تحتاجه,,,
فما رأيك بقصتي وما تقول في تشخيصك لحالتي؟
قلت له بداية الحمد لله الذي جعلك تتكلم بكل شفافية وصراحة فهذا من اهم مراحل علاج اي مشكلة ,,
خاصة للمختص او الطبيب المعالج او المستشار المؤتمن ولايصلح أبدا ان نبحث مثل هذه الامور مع كل شخص حتى ولو كان محبا.
ثانيا هل ستثق بتوجيهي ونصحي بعد تشخيصي لحالتك؟
فبدون الثقة لن نصل الى نتيجة وسيضيع الوقت والجهد فأجاب بنعم وانا فعلا اشعر باني أنزلت عن ظهري حملا ثقيلا وان شرح صدري بعد حديثي معك
فقلت بداية لا يعلم الغيب الا الله ولكني سأخبرك بما تبين لي من خلال قراءتي عليك وسماعي لقصتك
تبين لي والله أعلم بانك مصاب بأثر واضح للعين وبسببها أثرت على أمور تخص الطاعة ,واستسلامك لها وعدم الالتزام بالرقية في بدايتها والتحصينات النبوية زاد من ثباتها .
ولا اعلم أهي أيضاً سبب للسرطان الذي أصابك ام لا لكنه امر وارد جداً..
وقد يكون هناك نوع من السحر خاصة من تلك العصابة الخبيثة.
قلت تلك الكلمة (الخبيثة) لمزيد من التنبيه للخطر المحيط به ولكي اعطيه استعداد لسماع شيء لم يتوقعه أبدا,,
قال من تقصد بالعصابة الخبيثة؟
قلت له ان هناك أناس لهم خطط عجيبة يصطادون بها فرائسهم ولا يتورعون عن عمل اي امر يوصلهم لمقصدهم,
هذه الخبيثة التي مثلت عليك هذا المسلسل الخطير هي جزء من عصابة هدفهم المال وحده ,ولا غير المال.
فهناك مثلا في استقبال ذلك المستشفى او في طاقم العمل من يتفق مع تلك الممثلة الخبيثة ليتواصل مع من جاء من بلده ليتعالج ولا معه احد يحميه ويعينه في مدة علاجه فيزورونه ويكسبون وده وربما أيضاً أطعموهم من طعام او حلوى فيها نوع من السحر ليكون فريسة سهلة في ايديهم.
وهذه المرأة لو راجعت نفسك وتذكرت مواقفها معك من البداية ,فستجد انها مطلعة على اخبار عنك لا يعلمها الا من يعمل بالمستشفى, وزيارتها الاولى اكبر دليل على ذلك,
والزيارة الثانية بعد سفرك تزيد في اليقين ثم خلوها معك في شقتها وماحصل ذلك الوقت دلالة اخرى واتصالها وطلبها المال منك أيضاً إشارة واضحة ثم قلت له كلاما هو لم يفصح به لكنني توقعته فقلت واستمرارها على طلبه وتحويل راتبك او جزء منه لها ( وهذه النقطة احببت ان أتأكد منها) مصيبة اخرى فقال كلامك فعلا يدعو الى الريبة والشك فيها فما هو الحل وفقكم الله؟
قلت الحل هو بيدك بعد مشيئة الله..
كانت توجيهي له بداية بالتوبة الصادقة والصحبة الصالحة التي تعين الانسان في هذه الحياة الدنيا على الثبات وتشفع له بعد الممات
ثانيا بأخذ الأسباب المشروعة جميعها من أعمال البر كالصدقة واستعمال العلاج النبوي من زمزم وحجامة والعسل والرقية الشرعية وأكل سبع تمرات عجوة على الريق والتوكل على الله قبل كل هذا وفي اثناء استعمال العلاج وبعد استعماله فهو الشافي سبحانه ,,
قصتي انتهت فصولها والأخ سافر لبلده وانتقل أقاربه الى منطقة أخرى ولم اعد أراهم,
ولا أعلم ماهي النهاية لتلك القصة ..
ولعلي اترك لكم التعليقات في سرد الفوائد من هذه القصة