اكتشف مهاراتك
ما الذي نحسنه حقيقة!؟ لا أحد يدري. وكيف نعرف!؟ الجواب بسيط : جرب تعرف! ما معنى كل هذ!؟ إليك بعض الأمثلة البسيطة :حفظ القرآن،
كتابة الرسائل والقصص، سياقة سيارة، مباراة كرة القدم ، التخييم، الإدارة، الرسم، … وغيرها لا يحصى ولا يعد. لكن لا أحد يعرف مهارته في أحدها قبل تجربتها.
قديما قيل “الحاجة أم الاختراع” وما سبب ما نحن فيه من التخلف والتقهقر إلا لأننا توقفنا عن التجريب وسلمنا كل أمورنا لاستيراد الجاهز من كل
شيء. لم تعد لدينا مهارة معروفة بل وحتى من نراه ناجحا منا في وظيفته أو تجارته أو حتى دراسته، إلا بالتحايل والغش والخداع.
من يعتقد غير ذلك فليرجع إلى التاريخ. لم يكن العالم الشهير “اينشتاين “بالشخص اللامع في دراسته ولم تكن الولايات المتحدة سباقة لغزو الفضاء قبل
الاتحاد السوفياتي وهنا أتكلم عن المنهج لا عن السياسات. فقد كانت الولايات المتحدة تعتمد على علماء لمعوا في التجارب ووضعت أمامهم كل الوسائل
القابلة للتجريب فنجحوا في ظرف وجيز. أما الاتحاد السوفياتي، فقد انتهج علماءه الدراسات النظرية فلمعوا في ذلك إلى حد بعيد غير أن نظرياتهم بقي
الكثير منها حبيس المطويات والكتب. وكان يمكنهم امتلاك العالم قبل أي أمة لو كانت التجربة وعدم الانغلاق نهجهم.
هل يدري الكثير منا أن بعضا من عمالقة البرمجيات لم تكن دراستهم الأصلية بالقريبة من المعلوماتية!؟ أعرف أحد الأساتذة بالجامعة طور برنامجا
شاملا وكاملا لتسيير الدراسات والكثير من التطبيقات المعتمدة ولم يكن سوى مختصا في الفيزياء. أقول عن هذا الشخص، أنه اكتشف أحد مهاراته.
معرفة المهارات أشبه بغرس شجرة بتربة معينة. فكل منا له طينة خاصة، تحوي معادن مناسبة لغرس نوع من المهارات. فكم من فلاح أخفق في إنجاح
حقله رغم براعته في الميدان بسبب التربة. لدي حديقة صغيرة وأحب أن أغرس فيها كل أنواع الأشجار المثمرة. زرعت في العام الأول بعضها.
وأذكر كيف أن أحدها كبرت وأثمرت في عامها الأول أما بعضها فقد قمت بتغييرها أكثر من مرة خلال أربع سنوات ولم تفلح. ما السبب : اكتشفت أن
التربة أهمها. فكذلك المهارات. فلو دققت النظر في معدنك وتربتك لعرفت المهارة التي يستحسن أن تجرب.
*فالناس في الدنيا معادن ربما كان معدنك الذهب*
/***********/